الطفل في بداية الحياة الدراسية يشعُر معظم الأهالي بفرحة عند دخول طفلهم المدرسة لأول مرة، فهو في مرحلة انتقال من الحياة الأُسرية إلى حياة جديدة ينفصل بها جزئياً عن أبويه، والجميل أن المدرسة تُعوّد الطفل على النظام فالنوم والاستيقاظ أصبح لهما مواعيد مُحددة، كما أنه سيبدأ بتعلُّم الدروس وتحضير الواجبات، وهذا الأمر قد يُشكل مُشكلة لدى الأبوين، فقد يصعُب على سن الطفل الصغير استيعاب ما قد تُعطيه المدرسة، ولكن هذا الأمر ليس مُستحيلاً لأنّ الأطفال في هذه المرحلة لديهم قدرة كبيرة على الحفظ والتعلُّم.
قد تضع المدرسة الأهل أمام قلق وتحدٍ من إمكانية تدريس الطفل في المنزل ومتابعة واجباته اليومية بطريقة تجعله متفوقاً أو على الأقل لا تجعله يبدو أقل من أقرانه، خاصة إن كان الطفل في عمر صغير ولا يُركز بشكل جيد في دروسه، ولهذا فإن على الأهل مسؤولية مساعدة هذا الطفل على فهم دروسه وحل واجباته من خلال اتباع الطُرق الصحيحة لتحقيق ما يحلم به كل أب وأُم ألا وهو تفوّق هذا الطفل في جميع المراحل الدراسية.
كيفية تدريس الأطفال ولمعرفة كيفية تدريس الأطفال يُمكن الاستعانة بالأفكار الآتية:
- تعويد الطفل أنه لا مُشكلة من ارتكاب الخطأ في الدراسة، حتى يعلم بأنّه لن يتعلّم ما هو صحيح إلا من خلال ارتكاب الأخطاء، فليس من الصحيح أن يعتقد الطفل بأن كل شيء يجب أن يكون صحيحاً وأن الخطأ يُسبب له الإحراج بين زملائه.
- التوازن عند تقديم المساعدة في حل الواجبات للطفل، بحيث لا يعتمد على والديه بشكل كلي في هذه المسألة ولا أن يحل الواجبات وحده فهو حتماً ليس بالمرحلة الدراسيّة التي تُمكّنه من القيام بذلك.
- جعل الطفل يشعر بمدى سعادة ورضا والديه عما قام به، وهذا عندما يتصرّف بشكل صحيح ويفهم دروسه ويتعاون في حلها.
- الحذر من الغضب تجاه كل خطأ يرتكبه الطفل في الدّراسة، وهذا حتى لا يفقد ثقته بنفسه منذ بداية دخوله للمدرسة، وهذا بالطبع لا يعني غض النظر عن الأخطاء بل على العكس يجب تنبيهه بطريقة لطيفة دون توبيخه.
- البدء بتعليم الطفل المهمة السهلة ثم الانتقال إلى الأصعب شيئاً فشيئاً، وفي البداية يُطلب من الطفل القيام بمهمّة سهلة دون مساعدة فإن استطاع ذلك يجب دعمه وجعله يشعر بأن والديه يفخران به.
- إن لم يتمكن الطفل من القيام بالواجب أو المهمّة السهلة بمفرده لا مُشكلة في مساعدته على ذلك، وبعد الانتقال لمهمة أخرى يجب سؤاله عن المهمة أو الواجب الذي أتم حله من قبل للتأكد من أن المعلومة أصبحت راسخة في ذهنه ويستطيع حلها بمفرده.
إن الأفكار السابقة يجب اتباعها منذ بداية دخول الطّفل للمدرسة، وعاماً بعد عام سيُصبح الطفل قادراً على الدراسة بمفرده دون مساعدة.